السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي المعتز هذه بعض المعاني لكنتم كما اردت
قال الله تعالى { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} سورة آل عمران - 110.
ما برح أهل السنة و الجماعة يستشهدون بهذه الآية على عدالة جميع الصحابة و تزكيتهم و يعتقد كثير منهم أن هذه الآية نزلت في الصحابة خاصة . و في تفسير الآية أقوال :
[color:12c8=red][font:12c8=Arial]القول الأول :[/font][/color] هي خاصة لأصحاب محمد ومن صنع مثل صنيعهم و لا تشمل الجميع . روي ذلك عن عمر بإسناد منقطع .
[color:12c8=red][font:12c8=Arial]القول الثاني :[/font][/color] هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه و آله و سلم . روي ذلك عن ابن عباس بإسناد جيد , و قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 6 / 327 ) : ( رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ) .
[color:12c8=red][font:12c8=Arial]القول الثالث :[/font][/color] نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل . روي ذلك عن عكرمة وهذا موقوف فيه انقطاع .
[color:12c8=red][font:12c8=Arial]القول الرابع :[/font][/color] معناه على الشرائط المذكورة في الآية , و هو قول مجاهد , و هو يقضي بحمل الآية على عموم الآمة . ذهب إلى ذلك الفراء و ابن كثير , و رجّحه الطبري .
[color:12c8=red][font:12c8=Arial]القول الخامس :[/font][/color] نزلت في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، ذكر هذا القول القرطبي في تفسيره ( 4 / 171) , و استدل لهذا القول بالحديث الذي أخرجه البخاري ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . و هذا دليل ضعيف إذ الآية تتكلم عن الأمم لا عن القرون , و لا مانع أن تتكون الآية تفضل الأمة المحمدية على باقي الأمم , و يأتي دليل آخر على التفاضل بين أفراد هذه الأمة . مضافاً إلى أن مقتضى حمل الآية على هذا الحديث أن يكون تفسيرها خير أمة هي قرن الرسول لا خصوص الصحابة فقط , فليتأمل .
[color:12c8=red][font:12c8=Arial]و إليك بعض المصادر :[/font][/color]
قال ابن حجر في فتح الباري ( 8 / 169 ) : ( روى بن أبي حاتم والطبري من طريق السدي قال: قال عمر لو شاء الله لقال أنتم خير امة فكنا كلنا ولكن قال كنتم فهي خاصة لأصحاب محمد [color:12c8=red]ومن صنع مثل[/color] [color:12c8=red]صنيعهم وهذا منقطع .[/color]
وروى عبد الرزاق وأحمد والنسائي والحاكم من حديث بن عباس [color:12c8=red]بإسناد جيد[/color] قال هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أخص من الذي قبله .
وللطبراني من طريق بن جريج عن عكرمة قال نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل [color:12c8=red]وهذا موقوف فيه انقطاع[/color] وهو أخص مما قبله.
وروى الطبري من طريق مجاهد قال معناه على الشرط المذكور تأمرون بالمعروف الخ وهذا أعم وهو نحو الأول وجاء في سبب هذا الحديث ما أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال كان من قبلكم لا يأمن هذا في بلاد هذا ولا هذا في بلاد هذا فلما كنتم أنتم أمن فيكم الأحمر والأسود , ومن وجه آخر عنه قال لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس مثل هذه الأمة , وعن أبي بن كعب قال لم تكن أمة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة أخرجه الطبري بإسناد حسن عنه [color:12c8=red]وهذا كله يقتضى حملها على عموم الأمة و به جزم الفراء[/color] واستشهد بقوله {واذكروا إذ أنتم قليل} وقوله { واذكروا إذ كنتم قليلا } قال وحذف كان في مثل هذا وإظهارها سواء , وقال غيره المراد بقوله كنتم في اللوح المحفوظ أو في علم الله تعالى [color:12c8=red]ورجح الطبري أيضا حمل الآية على عموم الأمة[/color] وأيد ذلك بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية كنتم خير أمة أخرجت للناس قال أنتم متمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله وهو حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجة والحاكم وصححه وله شاهد مرسل عن قتادة عند الطبري رجاله ثقات وفي حديث علي عند أحمد [color:12c8=red]بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وجعلت أمتي خير الأمم[/color] ) انتهى موضع الحاجة .
و قال ابن كثير في تفسيره ( 1 / 399 ) : ((يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم ..... [color:12c8=red]والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة [/color]كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) انتهى موضع الحاجة .