[center][size=18] [center]إن المبدأ الرأسمالي يقوم على أساس مادي ابتداءاً ويتغنى بما يسمى بالحرية فإنه يعتمد على تحقيق إرادته بشتى الوسائل والأساليب مستخدماً الميكيافلية التي تبيح له استخدام كل المسالك لتحقيق ذلك من استعمار ونهب وتزييف ومخدرات ورشاوى وقلب للحقائق وتزييف لها لتتلبس على الناس.
و [b][color:9ffc=#ff0000]العولمة[/color][/b] هي إحدى إفرازات الرأسمالية البغيضة، وتعني سيطرة مطبقة على اقتصاد الدول الضعيفة، لتخلف وراءها ثماراً شوكية، من مجاعات، وفقر، وحروب، وبطالة، وتحطيم للأسرة، وضياع، وتشريد، وأمراض تجنيها البشرية بسببها.
ولما نجحت أمريكيا بعولمة المال والاقتصاد بحيث صار لديها إصدار القرارات في التعامل الدولي، حيث ترى بعض الدراسات أن توسع هذه الظاهرة ونموها وانتشارها تسبب في تلاشي الدولة القومية ونفوذها وظهور قوانين جديدة تفرضها الدول العظمى من خلال حركة وموازين القوى الإقتصادية ومتطلبات الأسواق،مما دفع أمريكيا على إثر هذا النجاح بأن لا تكتفي بعولمة الاقتصاد لصالح شركاتها، [color:9ffc=#ff0000]بل إنها صارت تسعى جاهدة لعولمة الإعلام, الأمن، والتعليم، والمفاهيم المختلفة، [/color]لتصهرها جميعاً في بوتقتها، وتجعل من أميركا هي السيد المطاع، والقدوة، والمثل الأعلى، وتجعل من الحضارة الغربية، بعيون أميركية، حضارة كل الشعوب المتحضرة، على حد زعمها.
[color:9ffc=#ff0000]وترتكز [b]العولمة[/b] الإعلامية أساسا على تخصيب الإعلام ليجعل المشاهد مشدوها مشدودا ,بفكر الغرب وحضارته بحيث تعتمد اعتمادًا كليًّا على مخاطبة الغرائز، واستنهاض الفضول لدى المشاهد، بمعنى آخر تغييب العقول, لتبقى الدول الكافرة هي المسيطرة على بلاد المسلمين، ولتحويلهم وسلخهم عن دينهم وتاريخهم، وليتم ربطهم بالدول الكافرة، ربط عبد بسيد، لتتحكم بهم وتنهب خيراتهم، بدل أن يكونوا منافسين لها في الساحة الدولية أو أقله أن يكونوا حجر عثرة في طريقها لتنفيذ ما تريده من أهداف وغايات في العالم.[/color]
وإن المتابع هذه الأيام يجد نماذج جديدة للعولمة الرأسمالية وكأنها لم تعد مرتبطة بالجانب الاقتصادي فحسب بل أصبحت تشمل كل جوانب الحياة فأصبحنا نرى مدى تأثير [b][color:9ffc=#ff0000]العولمة[/color][/b] الإعلامية الرقمية ومضامينها على المتلقي العربي المندهش بمعلومات الآخر أو المضبوع بفكر الغرب وحضارته الفاسدة,
[color:9ffc=#ff0000]ويمكن القول بأن [b]العولمة[/b] الإعلامية بالنسبة للغرب هي الأكثر أهمية وتطبيقاً للعلوم المتطورة، والأبرع في استثمار تكنولوجيا المعلومات والإعلام في احتلال العقل البشري، وتدمير مدركاته الذهنيّة وتلويث بيئته( بدخان مصانع القمع السياسي والإقتصادي والإجتماعي) بحيث لا يجد أمامه إلا استهلاك عشرات الساعات يوميّاً من المواد الإعلامية المليئة بالفساد والإفساد والعنف والجريمة والجنس ,وغيرها.
[/color]بل يمكن الجزم بالشبه الكبير بقدرة تأثيره مع( اليورانيوم المخصب)، وتطابق في وظائفه التدميرية والمرضية، ونتائجه على الإنسان جسدياًً ومعنوياً وسيكولوجيا، وكلاهما يسبب تدمير العقل والنفس،
ولهذا فالغرب الكافر لا يألوا جهدا بابتكار الوسائل والأساليب التي تخدم مصالحه في مختبرات العلم، و(يخصّب الإعلام) ويستثمر العلوم، ويوظف تقنياته الإتصالية لخدمة مخططاته، [color:9ffc=#ff0000]وهي مخططات ترمي إلى بناء رسالة إعلامية مؤثرة، تستمد قوتها الإقناعيّة من مناهج علم النفس والعلوم الحديثة، ولتصبح الرسالة بمفهومها الشامل عمليات نفسية واجتماعية وفسيولوجية لاختراق البشر، وتكريس نماذجها وأنماطها وثقافتها على المجتمعات العربية بوسائل الحرب النفسية وغسل العقول وتدمير النفس.
بمعنى أن تصبح الرسالة الإعلامية ذات جدوى في عملية التأثير أشبه بتأثير (اليورانيوم المخصب) في تأثيراته البيولوجية والفسيولوجية والنفسية على المتلقي، وإصابته بأمراض القلق والإنحراف والأعصاب والإغتراب والإضطراب والعدوانية والإستهلاك، وتوطين العجز في النفوس، وبمعنى أوسع تدمير واقع المسلمين وبنيته الإجتماعية وثقافته وقيمه.)[/color]
[/center]
[/size][/center]